حبيبتي يا مصر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المصاحف في دور التجويد والتحسين

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

المصاحف في دور التجويد والتحسين Empty المصاحف في دور التجويد والتحسين

مُساهمة من طرف ahmed_laban الثلاثاء نوفمبر 10, 2009 10:03 am

المصاحف في دور التجويد والتحسين
قال الإمام الزرقاني رحمه الله تعالى
كانت المصاحف العثمانية أشبه بماء نزل من السماء فأصاب أرضا خصبة صالحة ولكنها ظامئة متعطشة فما كاد يصل إليها الماء حتى اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ، كذلك المصاحف الشريفة ما كاد عثمان يرسلها إلى الآفاق الإسلامية حتى أقبلت عليها الأمة من كل صوب وحدب ، وحتى اجتمعت عليها الكلمة في الشرق والغرب ، وحتى نسخت على غرارها آلاف مؤلفة من المصاحف المقدسة في كل جيل وقبيل .
ومما يلفت النظر أن يد التجويد والصقل والتحسين أخذت تتناول المصاحف على ألوان شتى وضروب متنوعة : فهناك تحسينات مادية أو شكلية ترجع إلى النسخ والطبع والحجم والورق والتجليد والتذهيب ونحو ذلك _ وهذه لا تعنينا كثيرا لأن أمرها هين وإن كان فيها بعض التيسير أو التشويق إلى القرآن الكريم _ وهناك تحسينات معنوية أو جوهرية ترجع إلى تقريب نطق الحروف وتمييز الكلمات وتحقيق الفروق بين المتشابهات عن طريق الإعجام والشكل ونحوهما، وفي هذه نسوق الحديث :
الإعجام
إعجام الكتاب : نقطه .
قال في القاموس :
أعجم فلان الكلام ذهب به إلى العجمة ، والكتاب نقطه كعجمه ، وعجمه أي بتخفيف الجيم وتضعيفها .
والمعروف أن المصحف العثماني لم يكن منقوطا وذلك للمعنى الذي أسلفناه وهو بقاء الكلمة محتملة لأن تقرأ بكل ما يمكن من وجوه القراءات فيها، بيد أن المؤرخين يختلفون : فمنهم من يرى أن الإعجام كان معروفا قبل الإسلام ولكن تركوه عمدا في المصاحف للمعنى السابق ، ومنهم من يرى أن النقط لم يعرف إلا من بعد على يد أبي الأسود الدؤلي ، وسواء أكان هذا أم ذاك فإن إعجام المصاحف لم يحدث على المشهور إلا في عهد عبد الملك بن مروان ؛ إذ رأى أن رقعة الإسلام قد اتسعت واختلط العرب بالعجم وكادت العجمة تمس سلامة اللغة وبدأ اللبس والإشكال في قراءة المصاحف يلح بالناس حتى ليشق على السواد منهم أن يهتدوا إلى التمييز بين حروف المصحف وكلماته وهي غير معجمة ، هنالك رأى بثاقب نظره أن يتقدم للإنقاذ فأمر الحجاج أن يعنى بهذا الأمر الجلل، وندب الحجاج طاعة لأمير المؤمنين رجلين يعالجان هذا المشكل هما نصر بن عاصم الليثي ويحيى بن يعمر العدواني _ وكلاهما كفء قدير على ما ندب له ؛ إذ جمعا بين العلم والعمل والصلاح والورع والخبرة بأصول اللغة ووجوه قراءة القرآن ، وقد اشتركا أيضا في التلمذة والأخذ عن أبي الأسود الدؤلي _ ويرحم الله هذين الشيخين فقد نجحا في هذه المحاولة وأعجما المصحف الشريف لأول مرة ونقطا جميع حروفه المتشابهة والتزما ألا تزيد النقط في أي حرف على ثلاث ، وشاع ذلك في الناس بعد فكان له أثره العظيم في إزالة الإشكال واللبس عن المصحف الشريف، وقيل إن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي ، وإن ابن سيرين كان له مصحف منقوط نقطه يحيى بن يعمر . ويمكن التوفيق بين هذه الأقوال بأن أبا الأسود أول من نقط المصحف ولكن بصفة فردية ، ثم تبعه ابن سيرين، وأن عبد الملك أول من نقط المصحف ولكن بصفة رسمية عامة ذاعت وشاعت بين الناس دفعا للبس والإشكال عنهم في قراءة القرآن .
شكل المصاحف
شكل الكتاب في اللغة رديف لإعجامه ، وقد عرفت أن الإعجام هو النقط . قال صاحب القاموس ما نصه : " شكل الكتاب أعجمه كأشكله كأنه أزال عنه الإشكال" ا ه . ثم شاع استعمال الشكل في خصوص ما يعرض للحروف من حركة أو سكون، والمناسبة بين المعنيين ظاهرة لأن في كل منهما إزالة لإشكال الحرف ودفعا للبس عنه .
واتفق المؤرخون على أن العرب في عهدهم الأول لم يكونوا يعرفون شكل الحروف والكلمات فضلا عن أن يشكلوها؛ ذلك لأن سلامة لغتهم وصفاء سليقتهم وذلاقة ألسنتهم كل أولئك كان يغنيهم عن الشكل ، ولكن حين دخلت الإسلام أمم جديدة منهم العجم الذي لا يعرفون العربية بدأت العجمة تحيف على لغة القرآن ، بل قيل إن أبا الأسود الدؤلي سمع قارئا يقرأ قوله تعالى ( أن الله برىء من المشركين ورسوله ) ( التوبة: 3 ) فقرأها بجر اللام من كلمة رسوله ، فأفزع هذا اللحن الشنيع أبا الأسود وقال: عز وجه الله أن يبرأ من رسوله ، ثم ذهب إلى زياد والي البصرة وقال له وقد أجبتك إلى ما سألت وكان زياد قد سأله أن يجعل للناس علامات يعرفون بها كتاب الله فتباطأ في الجواب حتى راعه هذا الحادث وهنا جد جده وانتهى به اجتهاده إلى أن جعل علامة الفتحة نقطة فوق الحرف وجعل علامة الكسر نقطة أسفله وجعل علامة الضمة نقطة بين أجزاء الحرف وجعل علامة السكون نقطتين طفق الناس ينهجون منهجه ثم امتد الزمان بهم فبدؤوا يزيدون ويبتكرون حتى جعلوا للحرف المشدد علامة كالقوس ولألف الوصل جرة فوقها أو تحتها أو وسطها على حسب ما قبلها من فتحة أو كسرة أو ضمة ودامت الحال على هذا حتى جاء عبد الملك بن مروان فرأى بنافذ بصيرته أن يميز ذوات الحروف من بعضها وأن يتخذ سبيله إلى ذلك التمييز بالإعجام والنقط على نحو ما تقدم تحت العنوان السابق ، وهنالك اضطر أن يستبدل بالشكل الأول الذي هو النقط شكلا جديدا هو ما نعرفه اليوم من علامات الفتحة والكسرة والضمة والسكون ، والذي اضطره إلى هذا الاستبدال أنه لو أبقى العلامات الأولى على ما هي عليه نقطا ثم جاءت هذه الأخرى نقطا كذلك لتشابها واشتبه الأمر ، فميز بين الطائفتين بهذه الطريقة ،ونعما فعل .
حكم نقط المصحف وشكله
كان العلماء في الصدر الأول يرون كراهة نقط المصحف وشكله مبالغة منهم في المحافظة على أداء القرآن كما رسمه المصحف، وخوفا من أن يؤدي ذلك إلى التغيير فيه ، ومن ذلك ما روي عن ابن مسعود أنه قال : "جردوا القرآن ولا تخلطوه بشيء ". وما روي عن ابن سيرين أنه كره النقط والفواتح والخواتم إلى غير ذلك .
ولكن الزمان تغير كما علمت فاضطر المسلمون إلى إعجام المصحف وشكله لنفس ذلك السبب _أي للمحافظة على أداء القرآن كما رسمه المصحف، وخوفا من أن يؤدي تجرده من النقط والشكل إلى التغيير فيه _ فمعقول حينئذ أن يزول القول بكراهة ذينك الإعجام والشكل ، ويحل محله القول بوجوب أو باستحباب الإعجام والشكل لما هو مقرر من أن الحكم يدور مع علته وجودا وعدما . قال النووي في كتابه التبيان ما نصه:
" قال العلماء ويستحب نقط المصحف وشكله فإنه صيانة من اللحن فيه ، وأما كراهة الشعبي والنخعي النقط فإنما كرهاه في ذلك الزمان خوفا من التغيير فيه ، وقد أمن ذلك اليوم فلا يمنع من ذلك لكونه محدثا فإنه من المحدثات الحسنة فلا يمنع منه كنظائره مثل تصنيف العلم وبناء المدارس والرباطات وغير ذلك والله أعلم .
تجزئة القرآن
كانت المصاحف العثمانية مجردة من التجزئة التي نذكرها كما كانت مجردة من النقط والشكل ، ولما امتد الزمان بالناس جعلوا يفتنون في المصاحف وتجزئتها عدة تجزئات مختلفة الاعتبارات : فمنهم من قسم القرآن ثلاثين قسما وأطلقوا على كل قسم منها اسم الجزء بحيث لا يخطر بالبال عند الإطلاق غيره حتى إذا قال قائل قرأت جزءا من القرآن تبادر إلى الذهن أنه قرأ جزءا من الثلاثين جزءا التي قسموا المصحف إليها ، وجرى على ذلك أصحاب الربعات إذ طبعوا كل جزء نسخة مستقلة ومجموع النسخ الجامعة للقرآن كله يسمونه ربعة ، ويوجد من هذا القبيل أجزاء مستقلة بالطبع بأيدي صغار التلاميذ في المدارس وغيرهم ، ومن الناس من قسموا الجزء إلى حزبين ومن قسموا الحزب إلى أربعة أجزاء سموا كل واحد منها ربعا، ومن الناس من وضعوا كلمة خمس عند نهاية كل خمس آيات من السورة ، وكلمة عشر عند نهاية كل عشر آيات منها، فإذا انقضت خمس أخرى بعد العشر أعادوا كلمة خمس فإذا صارت هذه الخمس عشرا أعادوا كلمة عشر وهكذا دواليك إلى آخر السورة ، وبعضهم يكتب في موضع الأخماس رأس الخاء بدلا من كلمة خمس ويكتب في موضع الأعشار رأس العين بدلا من كلمة عشر . وبعض الناس يرمز إلى رؤوس الآي برقم عددها من السورة أو من غير رقم ، وبعضهم يكتب فواتح للسور كعنوان ينوه فيه باسم السورة وما فيها من الآيات المكية والمدنية إلى غير ذلك .
وللعلماء في ذلك كلام طويل بين الجواز بكراهة والجواز بلا كراهة ، ولكن الخطب سهل على كل حال _ ما دام الغرض هو التيسير والتسهيل ، وما دام الأمر بعيدا عن اللبس والتزيد والدخيل ، وعلى الله قصد السبيل .
احترام المصحف
ليس فيما نرى ونسمع كتاب أحيط بهالة من الإجلال والتقديس كالقرآن الكريم، حتى لقد وصفه الحق جل شأنه بأنه كتاب مكنون وحكم بأنه لا يمسه إلا المطهرون وأقسم على ذلك إذ يقول : ( فلا أقسم بمواقع النجوم . وإنه لقسم لو تعلمون عظيم . إنه لقرءان كريم . في كتب مكنون . لا يمسه إلا المطهرون . تنزيل من رب العلمين ) ( الواقعة 75_80 ) ، وحتى نهى الرسول عن السفر به إلى أرض العدو إذا خيف وقوع المصحف في أيديهم ، والحديث مروي في الصحيحين، وحتى أفتى العلماء بكفر من رمى به في قاذورة ، وبحرمة من باعه لكافر ولو ذميا، وقالوا بوجوب الطهارة لمسه وحمله وكذلك ما يتصل به من خريطة وغلاف وصندوق على الصحيح واستحبوا تحسين كتابته وإيضاحها وتحقيق حروفها . قال النووي : " ويستحب أن يقوم للمصحف إذا قدم به عليه لأن القيام يستحب للعلماء والأخيار فالمصحف أولى " ا ه .
رزقنا الله الأدب معه ، ومع كتابه ، ومع كافة من اصطفاهم من عباده … آمين .
رسم المصحف وخطه

القاعدة العربية : أن اللفظ يكتب بحروف هجائية مع مراعاة الابتداء به والوقف عليه، وقد مهّد النحاة أصولاً وقواعد لذلك خالفها خط المصحف الإمام في بعض الحروف .
وقد سئل الإمام مالك : هل يكتب المصحف على ما أحدثه الناس من الهجاء ؟
فقال : لا ، إلا على الكتبة الأولى .
وقال الإمام أحمد : يحرم مخالفة خط مصحف عثمان في (واو) أو (ياء) أو (ألف) أو غير ذلك .
وقال البيهقي في "شُعَب الإيمان" : من يكتب مصحفاً فينبغي أن يحافظ على الهجاء الذي كتبوا به تلك المصاحف ولا يخالفهم فيه ولا يغير مما كتبوه شيئاً ، فإنهم كانوا أكثر علماً ، وأصدق قلباً ولساناً ، وأعظم أمانة منا ، فلا ينبغي أن نظن بأنفسنا استدراكاً عليهم .
وقد كتبت فواتح السور ، مثل : حَم وعسق ، على صورة الحروف أنفسها لا على صورة النطق اكتفاء بشهرتها .
آداب كتابة المصحف:
يستحب كتابة المصحف وتحسين كتابته وتبيينها ، وإيضاحها ، وتحقيق الخط دون مشقة ، ويكره تعليقه ، وكتابته في الشيء الصغير ، كما تكره كتابته على الحيطان والجدران ، وعلى السقوف أشد كراهة لأنه يؤطأ ، وتحرم قراءته بغير لسان العرب ، وقد سكت العلماء عن كتابته بغير القلم العربي .
ونقط المصحف وشكله مستحب ، لأنه صيانة له من اللحن والتحريف ، ويقال أن أول من فعل ذلك أبو الأسود الدؤلي بأمر عبد الملك بن مروان ، وقيل الحسن البصري ويحيى بن يعمر ، وقيل نصر بن عاصم الليثي ، وأول من وضع الهمز والتشديد والرَّوْم والإشمام الخليل . وكان الشكل في الصدر الأول نقطاً ، فالفتحة نقطة على أول الحرف ، والضمة على آخره ، والكسرة تحت أوله . وعن ابن عباس أنه كره أخذ الأجرة على كتابة المصحف ، كما كره ابن عمر وابن مسعود بيع المصاحف وشراءها ، وعن سعيد بن جبير أنه سئل عن بيع المصاحف ، فقال : لا بأس ، إنما يأخذون أجور أيديهم ، وعن ابن الحنفية قال : لا بأس ، إنما تبيع الورق .
ويستحب تقبيل المصحف ، وتطييبه ، وجعله على كرسي ، ويحرم توسدّه لأن فيه إذلالاً وامتهاناً ، وكذا مدّ الرجلين إليه .
وإذا احتيج إلى تعطيل بعض أوراق المصحف لبلاء ونحوه ، فلا يجوز وضعها في شق أو غيره لأنه قد يسقط ويُوطأ ، ولا يجوز تمزيقها لما فيه من تقطيع الحروف وتفرقة الكلم ، وفي ذلك إزراء بالمكتوب ، ويجوز غسلها بالماء ، ولا بأس إن أحرقها بالنار ، وفي بعض كتب المذهب الحنفي أن المصحف إذا بلي لا يحرق ، بل يحفر له في الأرض ويدفن .
ويحرم مسّ المصحف للمحدث سواء كان الحدث أصغر أم أكبر ، لقوله تعالى :
(لا يمسه إلا المطّهرون) ولحديث الترمذي وغيره : [لا يمس القرآن إلا طاهر] .
عن " الإتقان " للسيوطي باختصار
مجمع الملك فهد بالمدينة المنورة
كان جهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - حفظه الله - موفقاً في إقامة هذا الصرح الإسلامي الكبير - مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف - وكان جميلاً أن يكون مقر هذا الصرح في مدينة الرسول (صلى الله عليه وسلم) هذه المدينة الطيبة المباركة التي شهدت قيام أول كيان إسلامي أسس على التقوى من أول يوم .
في 16 محرم 1403 تفضل خادم الحرمين الشريفين بإزالة الستار عن اللوحة التذكارية لوضع حجر الأساس لمشروع هذا المجمع .
وفي شهر صفر الخير من عام 1405هـ أزاح - حفظه الله - اللوحة التذكارية لبدء تشغيل المجمع وحينئذٍ بدأ المجمع في حركة تشغيلية ضخمة لتغطية ما أنيط به.
ويمكن تلخيص أهداف هذا المجمع في الآتي :
1- إصدار مصحف باسم (مصحف المدينة المنورة) وفقاً للمواصفات الدقيقة التي تفوق في إخراجها ودقتها وسلامتها جميع ما يصدر في العالم .
2- تغطية حاجة المملكة العربية السعودية (الحرمين الشريفين والمساجد والمدارس والجامعات وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم والفنادق والأسواق وغيرها) من المصاحف والترجمات والتسجيلات منعاً لاستيراد أي مصحف من خارج المملكة .
3- قصر طباعة المصحف الشريف في هذا المجمع وعدم السماح بطباعة المصاحف في أي مطبعة تجارية داخل المملكة العربية السعودية .
4- تغطية حاجة العالم العربي والإسلامي من إصدارات المجمع المقروءة والمسموعة
5- خدمة السنة والسيرة النبوية .
6- إجراء بحوث علمية تخدم القرآن الكريم والسنة وعلومها بحيث يكون المجمع مركزاً للبحث العلمي والدراسات العلمية للقرآن والسنة .
موقع المجمع ومكوناته :
يشغل المجمـع مساحـة تقدر بمئتين وخمسين ألف متر مربع ، على طريق تبوك في المدينة المنورة . ويعتبر مبنى المجمع وحدة عمرانية مستقلة بذاتها ومتكاملة في مرافقها ومستلزماتها الادارية ، والفنية والسكنية والخدمية .
أما المبنى الرئيسي للمطبعة فقد جهّز بأحدث آلات الانتاج الطباعي المتنوع الاختصاصات وآلات التسجيل الصوتية .. والمبنى يضم في داخله مجموعة من الأٌقسام المتخصصة في نوعية أدائها ومنها : قسم المراجعة والتدقيق - قسم مراقبة النوعية على الانتاج - قسم التخطيط والدراسات - الصف التصويري للنص - قسم التصوير والمونتاج - قسم البروفات - قسم الطباعة .. هذا إضافة إلى القسم الاداري - وقسم التسجيلات الصوتية - ومركز التدريب والتأهيل الفني .
ومن خلال العمل المتناسق لكل هذه الأقسام والادارات ، يأتي العمل الناتج عن ذلك في غاية الدقة والاتقان والجودة .. والمجمع إضافة إلى اهتمامه الرئيسي المتمثل في طباعة المصحف الشريف ، فإنه يقوم بتسجيل المصحف على أشرطة كاسيت ويتم ذلك بأسلوب في غاية الدقة والتنظيم . ومن ناحية أخرى فإن المجمع يعمل على إصدار ترجمة تفاسير القرآن الكريم ، وتكون معتمدة من اللجنة المختصة بذلك .
مصحف المدينة النبوية :
تم اختيار المصحف الذي كتبه الخطاط الدمشقي عثمان طه ، وذلك لجودة خطه ووضوحه وسلاسته ولقلة الأخطاء الفنية فيه .
ثم شكلت لجنة علمية رفيعة المستوى لتتولى الاشراف العلمي على مشروع الطبع بعد القيام بمراجعة النسخة (الأصل) من المصحف المذكور ، وتصحيحها وإعدادها إعدادًا علمياً دقيقاً ، حتى يتحقق ضمان سلامته وصحته بأعلى نسبة ممكنة .
وروعي في تشكيل اللجنة أن تتضمن علماء مختصين في سائر العلوم المتصلة بالمصحف ، وهي : التجويد ، والقراءات والرسم ، والضبط وعد الآي ، والوقوف ، والتفسير ، والفقه ، واللغة ، والنحو والصرف كما روعي أيضاً أن يكون الأعضاء الأساسيون من حفاظ القرآن المتقنين ، وأسهمت كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بنصيب وافر من أعمال اللجنة وإنجاز مهمتها .
طاقة المجمع الإنتاجية :
قام المجمع بطباعة كافة الاصدارات من المصاحف الشريفة بأحجامها ونوعياتها المختلفة وعلى مستويات من الدقة والجودة تتناسب مع قدسية كتاب الله وهي كالتالي :
فاخر ، جوامعي فاخر ، ممتاز ، ترجمات ، ربع يس ، الجيب ، الربع ، جوامعي عادي ، عادي ، أجزاء ، العشر الأخير ، الثمن ، مصحف مرتل .
كما قام المجمع بتسجيل القرآن الكريم لفضيلة الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي بعد مراجعته وتدقيقه من قبل لجنة شكلت لهذا الغرض وهو الآن يوزع هدية للمسلمين .
وبناءً على توجيهات خادم الحرمين - أيده الله - والقاضية بنشر المصحف الشريف وإصداراته وإيصاله لأيدي مسلمي العالم .. فقد تم توزيع كميات كبيرة من المصحف الشريف والأجزاء والمصحف المرتل على الدول الإسلامية والأقليات المسلمة في آسيا واوروبا وأمريكا .. وعلى وزارات الأوقاف والشئون الإسلامية ، ووزارات التربية في كثير من الدول الإسلامية .
إضافة إلى ذلك ، فقد تمت طباعة ترجمة تفسير معاني القرآن الكريم إلى اللغات التالية : الهوسا ، الصينية ، التركية ، الأردية ، الانجليزية ، الفرنسية وغيرها من اللغات الأخرى حتى يسهل الاطلاع عليه ، هذا ويستقطب المجمع علماء ندر وجودهم في القراءات وعلوم القرآن الكريم بالتنسيق مع كلة القرآن في الجامعة الإسلامية .
عن مجلة المنهل - السعودية
هل في القرآن كلمات غير عربية
قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى : باب هل ورد في القرآن كلمات خارجة عن لغات العرب ؟
أولا : لا خلاف بين الأئمة أنه ليس في القرآن كلام مركب على أساليب غير العرب ، وأن فيه أسماء أعلام لمن لسانه غير العرب كإسرائيل وجبريل وعمران ونوح ولوط .. واختلفوا هل وقع فيه ألفاظ غير أعلام مفردة من غير كلام العرب : فذهب القاضي أبو بكر الطيب وغيره إلى أن ذلك لا يوجد فيه ، وأن القرآن عربي صريح ، وما وجد فيه من الألفاظ التي تنسب إلى سائر اللغات إنما اتفق فيها أن تواردت اللغات عليها فتكلمت بها العرب والفرس والحبشة وغيرهم . وذهب بعضهم إلى وجودها فيه وأن تلك الألفاظ لقلتها لا تخرج القرآن عن كونه عربيا مبينا ولا رسول الله عن كونه متكلما بلسان قومه ، فالمشكاة : الكوة ، ونشأ : قام من الليل ومنه إن ناشئة الليل، ويؤتكم كفلين أي ضعفين ، وفرت من قسورة أي الأسد ، كله بلسان الحبشة .
والغساق : البارد المنتن بلسان الترك ، والقسطاس : الميزان بلغة الروم . والسجيل : الحجارة والطين بلسان الفرس . والطور : الجبل ، واليم : البحر بالسريانية . والتنور : وجه الأرض بالعجمية . قال ابن عطية فحقيقة العبارة عن هذه الألفاظ أنها في الأصل أعجمية لكن استعملتها العرب وعربتها فهي عربية بهذا الوجه ، وقد كان للعرب العاربة التي نزل القرآن بلسانها بعض مخالطة لسائر الألسنة بتجارات ، وبرحلتي قريش ، وكسفر مسافر بن أبي عمرو إلى الشام ، وكسفر عمر بن الخطاب وكسفر عمرو بن العاصي وعمارة بن الوليد إلى أرض الحبشة ، وكسفر الأعشى إلى الحيرة وصحبته لنصاراها مع كونه حجة في اللغة ، فعلقت العرب بهذا كله ألفاظا أعجمية غيرت بعضها بالنقص من حروفها وجرت إلى تخفيف ثقل العجمة واستعملتها في أشعارها ومحاوراتها حتى جرى مجرى العربي الصحيح ووقع بها البيان وعلى هذا الحد نزل بها القرآن ، فإن جهلها عربي ما فكجهله الصريح بما في لغة غيره كما لم يعرف ابن عباس معنى فاطر إلى غير ذلك .
قال ابن عطية وما ذهب إليه الطبري رحمه الله من أن اللغتين اتفقتا في لفظة فذلك بعيد ، بل إحداهما أصل والأخرى فرع في الأكثر لأنا لا ندفع أيضا جواز الاتفاق قليلا شاذا .
قال غيره والأول أصح ، وقوله هي أصل في كلام غيرهم دخيلة في كلامهم ليس بأولى من العكس ، فإن العرب لا يخلو أن تكون تخاطبت بها أو لا :
فإن كان الأول فهي من كلامهم ؛ إذ لا معنى للغتهم وكلامهم إلا ما كان كذلك عندهم ، ولا يبعد أن يكون غيرهم قد وافقهم على بعض كلماتهم وقد قال ذلك الإمام الكبير أبو عبيدة . فإن قيل : ليست هذه الكلمات على أوزان كلام العرب فلا تكون منه ، قلنا : ومن سلم لكم أنكم حصرتم أوزانهم حتى تخرجوا هذه منها فقد بحث القاضي عن أصول أوزان كلام العرب ورد هذه الأسماء إليها على الطريقة النحوية .
وأما إن لم تكن العرب تخاطبت بها ولا عرفتها استحال أن يخاطبهم الله بما لا يعرفون ، وحينئذ لا يكون القرآن عربيا مبينا ، ولا يكون الرسول مخاطبا لقومه بلسانهم .. والله أعلم .
تفسير القرطبي 1\68
سورة الفاتحة ومكانتها من القرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
( الحمد لله رب العاليمن * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين * )
التفســــير
الحلقة الأولى
أ- مقدمة في مسائل ينبغي معرفتها :
الأولى : في المكي والمدني :
لم ينزل القرآن الكريم على رسول الله صلى الله عليه وسلم جملة واحدة ، ولا دفعة واحدة ، وإنما نزل متفرقاً بحسب الوقائع والحوادث ، وبحسب الأسئلة والاستفتاءات في ثلاث وعشرين سنة ، كما قال سبحانه : ( وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكثٍ ونزلناه تنزيلاً ) (الإسراء/106)
وهي الفترة التي قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حوالي ثلاث عشرة سنة منها في مكة قبل الهجرة ، وقضى حوالي عشر سنوات منها في المدينة بعد الهجرة ، فكان المكي من القرآن ما نزل قبل الهجرة في مكة ، أو في ضواحيها ، كمنى ، وعرفات ، الحديبية ، أو في القدس ليلة الإسراء ، أو ما نزل في طريق المدينة قبل أن يبلغها النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان المدني ما نزل بعد الهجرة في المدينة ، أو في ضواحيها ، كبدر ، وأحد ، وسلع ، ومنه ما نزل بمكة عام الفتح ، أو عام حجة الوداع ، وما نزل في سفر من الأسفار بعد الهجرة .
فالفاصل بين المكي والمدني من القرآن الكريم : آياته وسوره ـ فاصل زماني ، لامكاني ، وهذا هو أشهر الآراء وأرجحها .
الثانية : في معنى السورة :
السورة هي الطائفة والجملة من كلام الله العزيز ، لها أول ولها آخر ، ولها عدد معلوم من الآيات ، والكلمات ، والحروف ، وتعرف السورة باسم خاص بها ، أو بعدة أسماء ، وأسماء السور مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وإنما سميت سورة لارتفاع منزلتها ، وعلو مكانتها ، بكونها من كلام الله تعالى ، وفضل كلام الله على سائر الكلام ، كفضل الله على خلقه ، والسورة في اللغة : المنزلة الرفيعة ،
كما في قول الشاعر :
ألم تر أن الله أعطاك سورة ترى كل ملكٍ دونها يتذبذب
وأجمعوا على أن عدد سور القرآن مائة وأربع عشرة سورة ، ومن عدها مائة وثلاث عشرة جعل سورتي الأنفال والتوبة سورة واحدة .
والحكمة في تسوير القرآن سوراً أن يكون أنشط للقارئ ، وأبعث على التحصيل فإن الجنس إذا انطوت تحته أنواع كان أحسن من أن يكون باباً واحداً ، وفي هذا التسوير أيضاً إشارة إلى أن كل سورة نمط مستقل .
الثالثة : في الإستعاذة :
أمرنا الله بالاستعاذة به من الشيطان الرجيم عند أول كل قراءة ، فقال : ( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ) (النحل /98) والمعنى : فإذا أردت قراءة القرآن ، وأمرنا بها في كل موضع نخشى فيه وساوس الشيطان وتزيينه الشر ، فقال : ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغٌ فاستعذ بالله ، إنه سميع عليم ) (الأعراف/20 )، يقول القارئ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، أو أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، والمعنى : ألتجئ إلى الله تعالى ، وأستجير به ، وأتحصن مما أخشاه من كيد الشيطان الطريد من رحمته تعالى ، ومكره ووسوسته .
وإنما خصت القراءة بطلب الاستعاذة ، مع أنه قد أمرنا بها على وجه العموم في جميع الشئون ـ كما رأينا ـ لأن القرآن مصدر الهداية .
والشيطان مصدر الضلال ، فهو يقف للإنسان بالمرصاد عند قراءة القرآن على وجه خاص ، فيثير أمامه ألواناً من الشكوك فيما يقرأ ، وفيما يفيد من قراءته ، وفيما يقصد بها ، ليفوت عليه الانتفاع بهدي الله وآياته ، فعلَّمنا الله أن نتقي هذا كله بهذه الاستعاذة التي هي في الواقع عنوان صادق ، وتعبير حق عن امتلاء قلب المؤمن بمعنى اللجوء إلى الله ، وقوة عزيمته في طرد الوساوس والشكوك ، واستقبال الهداية بقلب طاهر ، وعقل واع ، وإيمان ثابت .
والاستعاذة ـ بإجماع المسلمين ـ ليست من نصوص القرآن ؛ وإنما هي تنفيذ لأوامره ، فقال عند إرادة القراءة خارج الصلاة ، ولا يجهر بها في الصلاة .
الرابعة : في البسملة :
وهي ( بسم الله الرحمن الرحيم ) وتعرف أيضاً ( بالتسمية ) والراجح أنها آية من سورة الفاتحة ، ومن سورة النمل ، بدليل كتابتها في المصحف ،وعدها آية في هاتين السورتين ؛ فيما عدا هاتين السورتين هي آية أنزلت للفصل بين السور ، والتبرك بها في الابتداء باستثناء سورة براءة ، ولذا ذكرت في أول كل سورة ولم تعد آية منها .
وعد البسملة آية أو عدم عدها آية لاختلاف الأدلة مسألة اجتهادية المصيب فيها مأجور ، والمخطئ فيها معذور مأجور ، والعلم الحق عند الله تبارك وتعالى، وعلى هذا مضى سلف الأمة ، لا يتخذون من الخلاف في الرأي أداة للطعن والشتم والتكفير .
وفي ابتداء سور القرآن الكريم بالبسملة تعليم لنا أن نبدأ أعمالنا بتسمية الله تعالى وذكره مستعينين به وحده ، وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ كل أمر لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر ] أي مقطوع الفضل والخير والبركة .
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : [ ألا أنبئكم بآية لم تنزل على نبي قبلي إلا أن يكون سليمان بن داود ؟ بسم الله الرحمن الرحيم ] .
الخامسة : في التأمين :
يسن لقارئ الفاتحة في الصلاة وغيرها أن يقول بعد الفراغ منها ( آمين ) بعد سكتة على نون : ( ولا الضالين ) ليفصل ما هو قرآن عما ليس بقرآن ، و ( آمين ) معناها : ( استجب يا الله ) وهي ليست من القرآن باتفاق ؛ ولذا أجمعوا على عدم كتابتها في المصحف .
وقد جاءت الأدلة على استحبابها ، ورفع الصوت بها ، من الإمام والمأمومين ، ففي حديث أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم : [ إذا أمَّن الإمام فأمِّنوا ، فإن من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ] ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال :
( غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) قال : آمين ، حتى يسمعها الصف الأول ، فيرتج بها المسجد ، كما في سنن ابن ماجة .
ب ـ تعريف بسورة الفاتحة : مقاصدها ، وأسمائها ، وفضلها :
سورة الفاتحة مكية نزلت قبل الهجرة ، فقد فرضت الصلاة قبل الهجرة ليلة الإسراء ، ولم يعرف في الإسلام صلاة بغير سورة الفاتحة ، وهي سبع ىيات نزلت بتمامها جملة واحدة ، وهي أول سورة نزلت من القرآن الكريم كاملة ، وأول سورة في الترتيب المصحفي .
وقد أجمل في هذه السورة ما فصل في القرآن الكريم كله ، وكأنها إجمال يجئ بعده التفصيل ، فمع قلة آياتها اشتملت على مقاصد القرآن ، وهي : تعريف الناس برب العالمين ، وما يتصف به من صفات جليلة ، وحثهم على حمده وعبادته وإثبات يوم الجزاء وقدرة الله على البعث وإحياء الناس بعد الموت ، وتفرده بالملك والتصرف في هذا اليوم ، ووجوب توحيده بالعبادة دون شريك ، والاستعانة به وحده في جميع الشئون إذ لا يوجد شيء ، ولا يتم إلا بإرادته ومعونته ، ومن خير ما يستعان بالله تعالى فيه طلب الهداية منه إلى الصراط المستقيم ، وفي سبيل ذلك يلفت القرآن الكريم أنظار الناس إلى ما في الكون كله : في الآفاق وفي أنفسهم من آيات دالة على قدرة الله وعلمه وحكمته وربوبيته وسائر صفاته الحسنى ، ويقص علينا قصص الأولين ،مبيناً أصناف الناس من المؤمنين والكافرين ، وعاقبتهم ، لنعتبر بهم .
وقد اشتملت الفاتحة على هذه المقاصد كلها في إيجاز ، فلا غرابة أن تسمى أم الكتاب ، وسورة أم الكتاب ، وأم القرآن ، وسورة أم القرآن ن والأساس ، وسورة الأساس ، وأساس القرآن ، والوافية ، والكافية ، والشافية ، والشفاء ، وسورة الشفاء ، والفاتحة ، وسورة الفاتحة ، وفاتحة الكتاب .
وأسماؤها قريبة من ثلاثين ، فهي تسمى أيضاً : الحمد ، وسورة الحمد ( لبدئها بإثبات الحمد لله ، واختصاصه به ) ، وسور الحمد في القرآن الكريم غير الفاتحة أربع : ( الأنعام ، والكهف ، وسبأ ، وفاطر) ، والصلاة ، وسورة الصلاة ( لأنها أم الصلاة ) ، والسبع المثاني ( لأنها سبع آيات تثنى وتكرر في الصلاة ،ولاشتمالها على الثناء على الله تعالى ) وسورة الثناء .
وأما فضلها وشرفها فلما جاء في الحديث القدسي : [ قسَمْتُ الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد : الحمد لله رب العاليمن ، قال الله تعالى : حمدني عبدي ، وإذا قال : الرحمن الرحيم ، قال الله : أثنى عليَّ عبدي ، وإذا قال : مالك يوم الدين ، قال الله : مجدني عبدي ، وإذا قال : إياك نعبد وإياك نستعين ، قال : هذا بيني وبين عبدي ، ولعبدي ما سأل . وإذا قال : اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ، قال الله : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ] (أخرجه مسلم عن أبي هريرة ) .
وقد ذكر الألوسي في تفسيره أنه ورد بإسناد صحيح عن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب : [ أتحب أن أعلمك سورة لم ينزل في التوراة ، ولا في الإنجيل ، ولا في الزبور ، ولا في القرآن مثلها ؟ قال : نعم يا رسول الله ، فقال له : كيف تقرأ في الصلاة ؟ فقرأ بأم القرآن ، فقال صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده ما نزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها ، وإنها السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيته ] .
وقال مجاهد : سمعت ابن عباس يقول : أنَّ إبليس أربع أنات : حين لعن وحين أهبط من الجنة ، وحين بُعث محمد صلى الله عليه وسلم ، وحين أنزلت فاتحة الكتاب . بهذا كانت هذه السورة ( فاتحة الكتاب ) وكانت ( أم القرآن ) وكانت هي السورة الوحيدة التي طلب من المؤمنين أن يقرءوها في كل صلاة ، وفي جميع الركعات ، وفي كل الأوقات ، ويُسرت على لسان كل مؤمن وأصبحت في الإسلام كأنها ( مجمع أشعة ) تنير بضوئها كل شيء وتبسطه على كل شيء .
وإلى المقال القادم إن شاء الله لنلقى نظرة أخرى في فاتحة الكتاب : مفرداتها ، ومعناها الإجمالي والله تعالى هو الموفق والمعين .
منقول عن فضيلة
الشيخ عنترأحمد حشاد
ahmed_laban
ahmed_laban
عضو سوبر
عضو سوبر

الجنس : ذكر
الابراج : الحمل

عدد المساهمات : 61
نقاط : 543973
السمعة : 222
تاريخ الميلاد : 20/04/1952
تاريخ التسجيل : 05/11/2009
العمر : 72
المدينة / البلد المدينة / البلد : القرين شرقية

http://almomenoon1.ahlamuntada.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المصاحف في دور التجويد والتحسين Empty رد: المصاحف في دور التجويد والتحسين

مُساهمة من طرف scorpion الثلاثاء أبريل 20, 2010 1:27 am

المصاحف في دور التجويد والتحسين Sfsfsdf
scorpion
scorpion
مشرف المنتدى
مشرف المنتدى

الجنس : ذكر
الابراج : الميزان

عدد المساهمات : 1162
نقاط : 620019
السمعة : 1015
تاريخ الميلاد : 28/09/1987
تاريخ التسجيل : 28/10/2009
العمر : 36
المدينة / البلد المدينة / البلد : Qurain City, Zagazig, Shr.

http://www.DesignBoox.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى