حبيبتي يا مصر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

اذهب الى الأسفل

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر  Empty الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

مُساهمة من طرف fathyatta الثلاثاء يوليو 02, 2013 2:16 am


الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر



تحرير مصطلح الحسبة


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فالحسبة في الاصطلاح - كما عرفها الماوردي وأبو يعلى الحنبلي-
هي:

"أمر بالمعروف إذا ظهر تركه، ونهي عن المنكر إذا ظهر فعله"،
وعلى أساس هذا التعريف فإن الاحتساب ينبني على عمودين:
الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
أما الإمام الغزالي، فعرفها بأنها:
"المنع عن منكرٍ لحقِّ اللهِ، صيانةً للممنوع عن مقارفةِ المنكر"،

ويتضح من تعريفه هذا أنه غلَّب جانب النهي عن المنكر،
على جانب الأمر بالمعروف،
وعمومًا فإن التعريف المشهور للحسبة،
يشمل أربعة مفاهيم أساسية،

وهي:
(المعروف، والأمر به، والمنكر، والنهي عنه).


أولا: المعروف:
وهو كل قول أو فعل ينبغي قوله أو فعله طبقا لنصوص الشريعة الإسلامية،
ومبادئها العامة وروحها، كالتخلق بالأخلاق الفاضلة والعفو عند المقدرة،
والإصلاح بين المتخاصمين وإيثار الآخرة على الدنيا، والإحسان إلى الفقراء
والمساكين، وإقامة المعاهد والملاجئ والمستشفيات ونصرة المظلوم .... إلى غير ذلك،
فهو يشمل كلَّ معروف حسّنه شرعٌ وعقلٌ، من حقوق الله، وحقوق الآدميين،
قال البغوي:
"وأعمال البر كلها معروف".

ثانيًا: الأمر بالمعروف:
وهو الترغيب في كل ما ينبغي قوله، أو فعله طبقا لقواعد الإسلام.
ثالثا: المنكر:
وهو كل معصية حرّمتها الشريعة سواء وقعت من مُكلَّف أم غير مكلف،
فمن رأى صبيا أو مجنونا يشرب خمرا فعليه أن يمنعه ويريق خمره،
ومن رأى مجنونا يزني بمجنونة أو يأتي بهيمة، فعليه أن يمنع ذلك،
وقد عرّف الغزالي المنكر:
"بأنه كل محذور الوقوع في الشرع".



رابعا: النهي عن المنكر:
وهو الترغيب في ترك ما ينبغي تركه، أو تغيير ما ينبغي تغييره،
طبقا لما رسمه الإسلام.


وقال ابن حجر الهيثمي:
"المراد بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الأمر بواجب الشرع، والنهي عن محرماته".


وقال الألوسي:
المتبادر من المعروف الطاعات، ومن المنكر المعاصي التي أنكرها الشرع،
ويقول ابن منظور في لسان العرب:
"وقد تكرر ذكر المعروف في الحديث، وهو اسمٌ جامعٌ
لكل ما عرف من طاعة الله والتقرب إليه والإحسان إلى الناس،
وكل ما ندب إليه الشرع، والمنكر ضد المعروف،
وهو كل ما قبّحه الشرع وحرّمه وكرهه فهو منكر".
والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، والصلاة والسلام على النبي،
وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
آثار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
على المجتمع والفرد

تُقاس أهمية (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) حسب الآثار المرجوة من القيام به،
ويمكن إجمال هذه الأهمية بما قاله ابن العربي - رحمه الله - :
"من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نصرة الدين بإقامة الحجة على المخالفين".
ونتناول هذه الآثار فيما يلي:

أولا: آثار الاحتساب على المجتمع:


1- إطاعة المحتسب لأمر الله – سبحانه وتعالى - وسنة رسوله
 – صلى الله عليه وسلم - في القيام به:

فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم الواجبات التي أوجبها الله،،
وقد قال - سبحانه وتعالى : ـ

﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ (سورة الحج: الآية ٣٢)،
قال السعدي – رحمه الله -:
(معنى تعظيمها، إجلالها، والقيام بها، وتكميلها على أكمل ما يقدر عليه العبد،.....
فتعظيم شعائر الله، صادر من تقوى القلوب، فالمعظم لها، يبرهن على تقواه،
وصحة إيمانه، لأن تعظيمها، تابع لتعظيم الله وإجلاله) .
2- تحقيق الخيرية للأمة:
قال الله - سبحانه وتعال : ــ

﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾

سورة آل عمران: الآية ١١٠
قال ابن عطية الأندلسي – رحمه الله -:ـ
( هذه الخيرية التي فرضها الله لهذه الأمة إنما يأخذ بحظه منها من عمل هذه الشروط،
من الأمر بالمعروف،والنهي عن المنكر، والإيمان بالله ).
3- تحقيق صفات الإيمان:
الذين من أخص صفاتهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
كما قال – سبحانه وتعالى:ـ

﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾

(سورة التوبة: الآية ٧١).
4- نشر الفضيلة في المجتمع:
وحفظ أمنه واستقراره، من خلال حفظ الدين، والنفس، والعقل، والعرض، والمال.
كما قال – صلى الله عليه وسلم :ـ
( مَثَلُ الْقَائِمِ على حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فيها كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا على سَفِينَةٍ
فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا

فَكَانَ الَّذِينَ في أَسْفَلِهَا إذا اسْتَقَوْا من الْمَاءِ مَرُّوا على من فَوْقَهُمْ
فَقَالُوا لو أَنَّا خَرَقْنَا في نَصِيبِنَا خَرْقًا ولم نُؤْذِ من فَوْقَنَا فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وما أَرَادُوا هَلَكُوا جميعا
وَإِنْ أَخَذُوا على أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جميعا ).
والآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر هم سبب نجاة المجتمع
من الهلاك الذي ربما أصابه بسبب الذنوب الحاصلة،

وتجاوز حدود الله – سبحانه وتعالى - بالمعاصي
من ارتكاب المحرمات، والإعراض عن الواجبات.
ومما تضمنه هذا الحديث الشريف يتضح أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

يساوي حياة المجتمع وسلامته وأن أي تهاون في القيام،
به لا جزاء له إلا أن تهوى السفينة بالجميع إلى القاع،

وأن يصبح الكل من المهلكين المغرقين.
5- استجابة الله عز وجل للدعاء:
كما قال - صلى الله عليه وسلم -:
( وَالَّذِي نَفْسِي بيده لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عن الْمُنْكَرِ أو لَيُوشِكَنَّ الله
أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا منه ثُمَّ تَدْعُونَهُ فلا يُسْتَجَابُ لَكُمْ )..

فتحـــى عطــــــــــــا
atta ـــــfathy

 

fathyatta
عضو سوبر
عضو سوبر

الجنس : ذكر
الابراج : الحمل

عدد المساهمات : 76
نقاط : 441153
السمعة : 1100
تاريخ الميلاد : 10/04/1950
تاريخ التسجيل : 17/09/2012
العمر : 74
المدينة / البلد المدينة / البلد : الإسسكندرية - مصر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى