حبيبتي يا مصر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ايات الصيام

اذهب الى الأسفل

ايات الصيام Empty ايات الصيام

مُساهمة من طرف على روميو الأحد أغسطس 08, 2010 5:53 pm

ايات الصيام JTu19364

آيات الصيام
(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان
فمن شهد منكم الشهر فليصمه)).
بـقـلــم : سـمـاحـة الـدكـتـور نـوح عـلـي سـلـمـان الـقـضـاة


بهذه الآية فرض الله على الأمة الإسلامية صيام شهر رمضان، ولكن النص مسبوق بنصوص تتعلق بالموضوع ومتبوع بما يتعلق به أيضاً.

وباستعراض الآيات المتعلقة بالموضوع من أولها إلى آخرها يتجلى اللطف الإلهي ي تقرير الأوامر، فلو قال: فرضت عليكم صيام شهر رمضان، لكان ذلك كافياً في إيضاح الأمر الواجب، وما على المسلمين إلا الطاعة، ولكن الله تعالى يوطيء لذلك بما يجعل هذا الأمر المخالف للشهوات لطيف الواقع على النفوس، ومن الواجب أن يتعلم المربون وولاة الأمور هذا الأسلوب في توجيه الناس.

لقد بدأت الآيات بنداء المكلفين بأعظم وأرسخ صفاتهم (يا أيها الذين آمنوا)، لأن استثارة الشعور بهذه الصفة تجعلهم قادرين على القيام بالواجب مهما كان شاقاً، ثم بينت لهم الواجب بصورة جازمة تردد فيها (كتب عليكم الصيام) فالأمر مقرر مفروغ منه لا يقبل المفاوضة والجدال وهو في نفس الوقت تتحقق فيه العدالة لأنه مفروض على كل الأمم السابقة.

((يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم)).
والأمر مهما كان شاقاً إذا كان مفروضاً على الجميع لم يحصل منه تذمر ولا امتعاض، فلو لم تكن فيه مصلحة عامة لما فرض على الجميع، والمصلحة هنا منصوص عليها لا مستنبطة، حتى لا يقع الخلاف فيها (لعلكم تتقون) والتقوى أمر مهم في نظر المؤمن لأنها سبب الكرامة عند الله إذ الإنسان قدره عند ربه متناسب مع مقدار تقواه (إن أكرمكم إن الله أتقاكم) فكأن المعنى، لقد فتح الله لكم باب الكرامة عنده فتسابقوا إليه، وكل إنسان يحرص على كرامته، خاصة الكرامة الحقيقية في دار الخلود.

وكيف يكون الصيام طريقاً للتقوى؟ ذلك أمر يطول الحديث عنه لكن يكفي أن يقال : إن الصيام يعلم مراقبة الله، ومراقبة الله مفتاح التقوى. وإذا كان للصيام هذا المعنى فهل هو فريضة شاقة لا ينالها إلا قلة من الناس؟ ويأتي الجواب (أياماً معدودات) فهي ليست كثيرة وهذا اللفظ تعبير عن قلتها، إذن ففي وسع عامة الناس أن ينالوا هذه الفضيلة، لكن لا ننسى أن فيهم من لا يقوى على الصوم إلا بمشقة فهل يحرم هذا الشرف؟ أم يكلف نفسه ما لا يطيق لينال ما نال إخوانه؟

ولا يطول الانتظار فالجواب يأتي حالاً (فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيراً فهو خير له).

لقد فتح الباب واسعاً أمام أصحاب الأعذار، فالمسافر له ، يؤخر الصيام حتى يقيم، والمريض يؤخره حتى يشفى، والشيخ الكبير يقدم فدية بدل الصيام، وأمام هذه التوسعة قد يلتمس المكلف أدنى عذر من سفر أو مرض أو شيخوخة ليؤجل الصوم أو يقدم فدية، ولذا تسد هذه الثغرة بالقول الجازم (وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون) صيامكم خير لكم وكل إنسان يعرف قدر نفسه ((بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره)).

إلى هنا لم يتبين ما هو المقدار المفروض من الصيام ، ولا ما هو وقته، مع كل ما بين من أحكام تتعلق بهذه الفريضة، وهذا نوع من التشويق، لكي تتطلع النفس إلى معرفة مقدار وزمان هذا الحب الجديد بلهفة لا بترقب وحذر، هذه واحدة، والأخرى لماذا يكون الصوم في وقته الذي سيعين خير من الصوم في غيره؟ وكله صيام؟ وعمل فردي يحس به المكلف؟ وجواباً على هذا، وبيناناً لما تترقبه النفس، يأتي قول الله تعالى : ((شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)) بين سبحانه وتعالى وقت الصيام، وأنه شهر رمضان وبين أفضلية هذا الشهر، ففيه نزل القرآن، وما أدراك ما القرآن (كلام الله) خطاب صاحب الكمال المطلق، والعلم المطلق، والقدرة المطلقة، إلى الإنسان الضعيف، الذي لا يملك لنفسه موتاً ولا حياة ولا نشورا، ولا ضراً ولا نفعاً، خطاب الذي خلق السموات والأرض، وسير كل صغيرة وكبيرة فيهما وفق نظام دقيق، جعلهما تعمران ملايين السنين – إلى المخلوق الذي أعطاه نوعاً من الاختيار فكاد يدمر حياته، يا له من تكريم وتشريف، أنه خطاب فيه الهدى والنور، يميز بين الحق والباطل، فيكون الإنسان منسجماً مع هذا الكون الفسيح الطائع لله، المسبح بحمده، المتبع لسنته ((وأن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم)).

وشهر نزل فيه القرآن يجب أن يميز بكثرة قراءة القرآن فيه، وهذه ولله الحمد سنة متبعة بين الأمة الإسلامية إلى اليوم، فالإقبال على قراءة القرآن في رمضان أكثر منها في غيره، وإذا كان هذا الشهر بهذه المنزلة فالأمر الحاسم ((فمن شهد منكم الشهر فليصمه)) كل من أدرك رمضان من المكلفين فعليه أن يصومه، فهو الأيام المعدودات التي كتب الله صيامها على المؤمنين.

والأعذار، بل الرخصة باقية على حالها، ((ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر)) وهذه الرخص من مظاهر سياسة اليسر في التشريع التي لا تراجع عنها، والتي يجب أن يراعيها كل مستنبط للأحكام من الكتاب والسنة : ((يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)).

وعلى المكلف أن يدرك أن ما أفطره دين ذمته لله تعالى، يجب أن يحصيه تماماً ليقضيه، فلا تنقص عدة صيامه عن عدة صيام إخوانه المسلمين. ((ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم)) لقد هدانا بالقرآن، وهدانا صراطاً مستقيماً وشريعة سمحة، وبالتكبير تنطلق أصوات المسلمين في ليلة العيد، وصباحه، وصلاته، بعد أن أعانهم الله فأدوا هذه الفريضة، ونجحوا ي هذا الامتحان، وعبروا عن إيمانهم الصادق بهذا الدين الحنيف.

والهداية إلى الإسلام نعمة يدركها من قارن أحكام الإسلام بأحكام غيره من الشرائع والديانات، إذ يرى أن هذه الأمة قد خصت بشريعة يجب أن تشكر الله عليها شكراً دائماً، فقد بين لها منهج السعادة في الدنيا والآخرة ) ولعلكم تشكرون).

وقبل أن تمضي الآيات في بيان بقية أحكام الصيام، يندبنا الله تعالى إلى أن ندعوه ونتوجه إليه في قضاء حاجاتنا الدنيوية والأخروية، فيقول عز وجل من قائل : ((وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان)).

نعم قريب لكن ليس قرباً مادياً فالله عز وجل (ليس كمثله شيء)
نعم قريب وأقرب من كل شيء (ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون)
(ونحن أقرب إليه من حبل الوريد).

وهذا القرب يجب أن يستشعره الإنسان فيتوجه إلى الله إذا ألمت به حاجة فالله على كل شيء قدير.
ويجب أن يستشعره .................................................. ..................... سطر ناقص
معصية، أو يراه مقصراً في طاعة، والذين يستحضرون هذا المعنى فيدعون الله، ويستحضرونه فيمثلون أمر الله، هم الذين يستجاب دعاؤهم، لأن شرط الاستجابة أن يستجيب العبد لله (أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي، وليؤمنوا بي، لعلهم يرشدون).

الاستجابة لله سلوك لطريق الرشاد، ومن سلك طريق الرشاد فاز بخيري الدنيا والآخرة.
وتوسط هذه الآية لآيات الصيام – وأن لم تكن في الظاهر من أحكام الصيام – إشارة إلى أن الصائم عليه أن يدعو الله لأن دعاءه يستجاب، سواء أعطى ما أراد، أو أفضل منه، أو ادخر الله له أجر الدعاء إلى يوم القيامة، لأن الله لو أعطى الإنسان كل ما سأل لأضر به.

ويستأنف القرآن بين أحكام الصوم فيقول : ((أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم، هن لباس لكم، وأنتم لباس لهن، علم الله أنكم تختانون أنفسكم، فتاب عليكم وعفا عنكم)).

وبهذه الآية رفع الله حكماً كان مفروضاً على المسلمين في بداية الأمر بالصيام فقد كان الصائم يجوز له أن يأكل ويشرب بعد المغرب إلى العشاء، أو إلى أن ينام، فإذا نام أو حان وقت العشاء امتنع عن المفطرات، وهذا الحكم شديد على الناس، حتى وقع بعضهم في مخالفته، فوسع الله علينا فله الحمد المنة – فقال (فلآن باشروهن، وابغوا ما كتب الله لكم، وكلوا واشربوا، حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، ثم أتموا الصيام إلى الليل).

وهكذا حدد فترة الإفطار من غروب الشمس إلى طلوع الفجر، وفترة الصيام من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، والصيام جهد عظيم في سبيل الله فيجب أن يحتاط له الإنسان فلا يبطله بالإفطار قبل الوقت، أو الأكل بعد الفجر، بل يجب أن يتأكد من غروب الشمس قبل الأمر إلى درجة الوسوسة، فمن السنة تعجيل الإفطار عند الغروب، وتأخير السحور إلى آخر الليل.

ثم تشير الآيات إلى عبادة مقارنة لرمضان وإن كانت تجوز في غيره، وهي (الاعتكاف) أي الإقامة في المسجد تعبداً لله تعالى (ولا تباشروهن وأنتم عاكفون ي المساجد، تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون). والإشارة إلى أحكام الاعتكاف في آخر آيات الصيام كأنه إشارة إلى فضيلة الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان طلباً لليلة القدر. وهكذا كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقوله تعالى (تلك حدود الله فلا تقربوها) بيان لوجوب الاحتياط في أمر الدين فمت اقترب حدود الله يوشك أن يجاوزها ويقع في سخط الله. قال عليه الصلاة والسلام (فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي حول الحمى يوشك أن يرتع فيه). وقد بين الله الحدود كيلا يبقى لأحد عذر يعتذر به إذا جاوزها.

ندعو الله تعالى أن يبارك لنا في رمضان، وأن يرزقنا القيام بحقوقه والوقوف عند حدود الله في كل شيء.
على روميو
على روميو
vip
vip

الجنس : ذكر
الابراج : العذراء

عدد المساهمات : 630
نقاط : 547252
السمعة : 234
تاريخ الميلاد : 18/09/1990
تاريخ التسجيل : 06/10/2009
العمر : 33
المدينة / البلد المدينة / البلد : القرين

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى